العواصف الترابية 132952
العواصف الترابية Nasiriyah-76113189b4



استعرضت سلبياتها وإيجابياتها وتأثيراتها الصحية ... ندوة «العواصف الترابية» تطالب بشبكة إنذار مبكر لرصدها وإعادة النظر في وسائل مكافحة التلوث
جدة - سلطان البلوي الحياة - 19/04/06//

انتهت ندوة «العواصف الترابية وآثارها الصحية والبيئية والاقتصادية» في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة إلى إقرار توصيات عدة تركزت على وضع استراتيجيات وبرامج عمل لتنفيذ مشاريع تهدف إلى التعرف على مسببات ومشكلات التصحر وكيفية التغلب عليها، وإيجاد وسائل حديثة عدة للإنذار المبكر لكي يحتاط الإنسان من تلك العواصف.
كما أوصت بالاهتمام بالأمور العلمية والتقنية كافة التي من شأنها درء أخطار العواصف الرملية، وإعادة النظر في وسائل مكافحة التلوث البيئي التي من شأنها خفض نسبة أمراض الصدر التي تؤثر على حياة الإنسان. وركزت التوصيات أيضاً على الدعوة إلى استخدام الطرق والوسائل الحديثة بشكل دوري لأخذ عينات لدراسة البيئة، وخصوصاً أثناء هبوب العواصف الرملية، إضافة إلى متابعة الاهتمام الدولي بظاهرة العواصف الترابية، لدراستها ونشر طرق الوقاية من مخاطرها الصحية والاقتصادية والبيئية. وتأتي الندوة ضمن فعاليات الاحتفال بالعام الدولي للصحاري والتصحر 2006م، برعاية الرئيس العام لرئاسة الأرصاد وحماية البيئة الأمير تركي بن ناصر الذي أشار إلى أن أحوال الطقس والمناخ تعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الكوارث أو المخاطر الطبيعية على مستوى العالم عموماً، والعالم العربي خصوصاً. وأضاف أن المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية تشكل نحو 80 في المئة من العالم العربي، مشيراً إلى أن العواصف الترابية الرملية منها والغبارية من بين الظواهر الجوية الحادة التي تحدث، وتكون لها آثارها السلبية صحياً وبيئياً واقتصادياً.
من جهته، قال مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة طيب «إن الجامعة تسهم مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تناول ظاهرة العواصف الترابية، من خلال دراستها وتقديم البحوث العلمية لاستقصاء طبيعة الظاهرة وآثارها المترتبة عليها». ولفت إلى أهمية الندوة من خلال محاورها التي وضحت خطورة العواصف الرملية وطبيعة تكوينها، وآثارها المدمرة على الإنسان وحياته المرتبطة بالنباتات والمياه والأرض والحيوان، إضافة إلى المقترحات العلمية والتقنية التي قدمتها لدرء أخطار العواصف الرملية. وهدفت الندوة إلى إلقاء الضوء بصورة شاملة على سلبيات وإيجابيات العواصف الرملية، وتنشيط وتشجيع إجراء البحوث والدراسات في هذا المجال محلياً وإقليمياً ودولياً، والتوصل إلى أفضل الحلول والوسائل للحد من تأثيراتها السلبية، إلى جانب الإسهام من قبل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وجامعة الملك عبدالعزيز مع الأسرة الدولية في درس مشكلات الصحاري والتصحر.
وفي شأن التأثيرات الصحية لتلك العواصف، قدم أستاذ الأمراض الصدرية المشارك في كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عمر العمودي ورقة علمية بعنوان «العواصف الترابية وتأثيراتها الصحية» أوضح خلالها أن التأثيرات الصحية بدأت بالظهور بكثرة وشدة في السنوات الأخيرة. وأرجع ذلك إلى عوامل عدة أهمها التصحر، وانخفاض نسبة الأمطار، وتأثير الاحتباس الحراري، وقسّم تأثيرات تلك العواصف على صحة الإنسان إلى قسمين رئيسين يعتمدان على درجة ومدة التعرض لذرات التراب المحمول في الهواء.
وأشار إلى أن الذين يعيشون في المناطق الصحراوية أو القريبة منها يكونون أكثر عرضة للإصابة «بالرئة الصحراوية»، أما الذين يعيشون في المدن فهم أكثر عرضة للإصابة بنوبات متكررة من حساسية تصيب الجسم عموماً، والعين والأنف والصدر خصوصاً. أما عن الآثار الإيجابية للعواصف الرملية، قدم الدكتور أحمد عثمان مال من كلية علوم البحار في جامعة الملك عبدالعزيز ورقة عمل بعنوان «الآثار الإيجابية للعواصف الترابية في البيئة البحرية»، أكد فيها أن تلك العواصف لها آثار إيجابية عدة تعم فوائدها على البشرية. وقال «إن أحد تلك الآثار حجب العواصف الترابية لأشعة الشمس، ما يسهم في خفض درجات الحرارة في المناطق المعرضة لتلك العواصف، إضافة إلى قدرتها على حمل المغذيات كالحديد إلى عرض البحار والمحيطات وإسقاطها بالبيئة البحرية، لتكون عاملاً مهماً لازدهار الطحالب البحرية المهمة».
وقدم المدير العام للأبحاث والدراسات في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ورقة علمية أوضح خلالها أن السعودية مصنفة ضمن المناخ الصحراوي الجاف، نظراً إلى اتساع مساحتها وتباين تضاريسها من منطقة إلى أخرى، ووقوعها داخل الإطار العام لمنطقة الضغط الجوي المرتفع شبه المداري، إلى جانب أن الصحاري تغطي معظم مساحتها. وأوضح أن إدارة التحاليل والتوقعات في «الأرصاد» تستخدم سبع طرق لرصد وتوقعات العواصف الترابية، وهي شبكة توزيع محطات الرصد الجوي السطحية، وشبكة توزيع محطات الرصد الجوي لطبقات الجو العليا، إضافة إلى مخططات المقطع الرأسي.